الأحد، 12 مايو 2013

تاريخ علم الاحياء

تاريخ علم الأحياء

أصل المصطلح تشكل مصطلح الأحياء (Biology) من دمج اللفظة اليونانية (bios) وتعني الحياة مع اللفظة (logos) والتي تعني (دراسة ال..) لتكوّنا المصطلح بمفهومه الحديث, ويُعتقد أن كارل فريدريك بورداك قدمه بشكل مستقل عام 1800 وغوتفريد راينولد تريفيرانوس عام 1802 وجان بابتيست لامارك عام 1802, كما أن المصطلح في حد ذاته ظهر كعنوان للمجلد الثالث من كتاب كريستوف هانوف (طبيعة فلسفة المناذج الفيزيائية: علوم الأرض والعلوم الحياتية) الذي نُشر عام 1766. علم الأحياء في العصور القديمة اكتسب الإنسان الأول المعرفة بالنبات والحيوان التي جعلته قادراً على الصيد والزراعة, فعلى سبيل المثال عرفوا كيف يتجنبون النباتات السامة وطرق تربية الحيوانات, لذا سبق علم الأحياء تاريخ البشر المكتوب بأشواط. عرف سكان الشرق الأوائل منذ أمد بعيد كيف يلقحون النخل للحصول على التمر, ففي بلاد ما بين النهرين اكتشفوا أنه يمكن استخدام غبار الطلع في تخصيب المحاصيل, كما ذكرت أحد الأعمال من فترة حمورابي (1800 قبل الميلاد) زهرة شجرة النخيل كأحد المجالات التجارية. وصفت النصوص الهندية بعض جوانب حياة الطيور وتم وصف الحشرات والضفادع في مصر, وعرف المصريون والبابليون علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء في هيئات مختلفة, وكانت الحيوانات في بلاد ما بين النهرين تحفظ في ما يمكن أن نطلق عليه أول حدائق للحيوانات. ورغم ذلك امتزجت المعتقدات الخرافية بالمعرفة الحقيقية, فاستعملت أعضاء الحيوانات في آشور وبابل في الشعوذة, ففي بابل وآشور استُعملت أعضاء حيوانات في أعمال السحر والتنبؤ وفي الطب المصري والتصوف. اهتمت المدارس العلمية عند الرومان والإغريق بالمنهجيات العقلانية, وكان أرسطو أحد أكثر الفلاسفة غزارة في الإنتاج في العصور القديمة, وقام بمشاهدات عديدة للطبيعة وبخاصة سلوك وخواص النبات والحيوان, كما خصص اهتماماً بنواحي تصنيف الكائنات الحية. كان بلايني مشهوراً في روما القديمة لمعرفته الواسعة بالنبات والطبيعة, وأصبح كلاوديوس غالين فيما بعد رائد الطب وعلم التشريح. علم الأحياء في العصور الوسطى يُطلق على هذه الفترة في بعض الأحيان بالعصر المظلم لعلم الأحياء, ومع ذلك أظهر البعض ممن مارسوا الطب اهتماماً بالنباتات والحيوانات, وقام العرب بترجمة العديد من المؤلفات الإغريقية للإستفادة منها, ومن المؤلفين العرب البارزين الجاحظ (توفي عام 868) الذي ألف كتاب (الحيوان). ألف الألماني ألبرتوس ماغنوس (أحد أساتذة توماس أكويناس) نحو 35 كتاباً, وكان مهتماً بتكاثر النباتات بشكل خاص, وناقش بالتفصيل النشاط الجنسي للنبات والحيوان. عصر النهضة درس العديد من فناني المدرسة الإفتراضية علم وظائف الأعضاء بالتفصيل وبشكل مثير للإهتمام إلى جانب اهتمامهم بأجسام الحيوان والبشر, ألف كل من أوتو برونفيلز وهيرونيموس بوك وليونارد فوكس عدة كتب حول النباتات البرية, وكان يُشار إليهم على أنهم آباء علم النبات. وتم تأليف كتب أخرى حول الحيوانات ككتب كونراد غيزنر وألبرت دور. علم الأحياء الحديث تطور علم الحياء قدماً مع تطور العلم في مجمله, حيث تم اختراع المجاهر الأولى, وبواسطتها تمكن أنتوني فان ليفينهوك (1632-1723) من فحص مكونات الدم, وعرف الناس الخلايا المنوية في ذلك الوقت على الرغم من انتشار أفكار ومعتقدات غريبة حول وظائفها. هيمن التصنيف والتنظيم على الأحياء خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر, وكان كارل فون لين (1707-1778) من أشهر شخصيات تلك الفترة, فقد قام بدراسة نظام علم تصنيف الأنواع بالأسماء العلمية اللاتينية. بدأت نظرية التوالد التلقائي بالتفتت والإنهيار, وكانت هذه النظرية تقول أن العضويات الحية التي تعيش فترات طويلة تنشأ من مواد غير حية, وتم تفنيدها أخيراً على يد لويس باستور. تطور علم الجينات الوراثية في القرن التاسع عشر عندما قام الراهب النمساوي غريغور مينديل بصياغة قوانين الوراثة عام 1866, ومع ذلك فإن أعماله لم تلقى الإهتمام الكافي لبضعة عقود. كان البريطاني تشارلز دارون العالم الذي أثر في علم الأحياء بنشره أفكاره في هذا المجال, وأشهر كتبه هو "حول أصل الأنواع" الذي نُشر عام 1859 الذي يصف الإنتقاء الطبيعي وهو آلية التطور الرئيسية. أدت نتائج تطور المجالات خارج نطاق العلوم الصرفة إلى معارضة ومساندة من أطياف مختلفة في المجتمع. بحلول العام 1953 وضع جيمس واتسون وفرانسيس كريك أساس بنية الحمض النووي الريبي (DNA) وهو المكون الجيني لتجسيد الحياة في كل صورها وأشكالها. بعد النجاح في اكشاف بنية ال DNA, تحول كريك إلى دراسة الإدراك, وفي نفس الوقت جاءت الدراسات المتعلقة بالأحياء التطويرية في مقدمة المسائل التي لم تحل بعد, وجرت محاولات لاستنساخ النباتات والحيوانات, وأصاب بعضها النجاح إلا أنها خلفت أسئلة تتعلق بالمبادئ الأخلاقية. وعُرفت الخلايا الجذعية القادرة على النمو والتمييز على أنها من العناصر الرئيسية في دراسة الأحياء التطويرية وللعلاجات الطبية.

التسلسل الزمني لعلم الأحياء

ما قبل عام 1600 - 520 قبل الميلاد: عرف ألكامون الشرايين والأوردة واكتشف الأعصاب البصرية. - 500 قبل الميلاد: وصف سوشروتا أكثر من 120 أداة جراحية و300 عملية جراحية وصنف الجراحة البشرية إلى 8 أنواع وعرف جراحة التجميل. - 500 قبل الميلاد: درس إكزانوفانيس المتحجرات ووضع تصوراً لتطور الحياة. - 350 قبل الميلاد: حاول أرسطو تصنيف الحيوانات تصنيفاً شاملاً, وألف كتاب "التاريخ الحيواني" الذي يعتبر الأحياء الحيوانية العامة, وكتباً أخرى تبين علم التشريح المقارن للحيوانات ووظائف أعضائها, إضافة لكتاب "أجيال الحيوانات" حول الأحياء التطويرية. - 320 قبل الميلاد: شرع تيوبراستوس في دراسة علم النبات بشكل منظم وممنهج. - 300 قبل الميلاد: قام هيروفيلوس بتشريح الجسم البشري. - 300 قبل الميلاد: ألف ديوكليس أول كتاب معروف عن علم التشريح وكان أول كتاب يستخدم مصطلح "علم التشريح". - 50-70 ميلادية: تم نشر كتاب "التاريخ الطبيعي" في 37 مجلداً. - 130-200: كتب كلاوديوس غالين عدة أطروحات حول التشريح البشري. - 1010: ألف أبو علي الحسن بن سينا كتاب "القانون في الطب".

1600-1800 - 1628: نشر ويليام هارفي كتاب "مثال تشريحي على حركة القلب والدم عند الحيوان". - 1658: لاحظ جان سوامردام خلايا الدم الحمراء من خلال المجهر. - 1663: استعمل روبرت هوك المجهر لرؤية الخلايا الفلينية. - 1668: فند فرانسيسكو ريدي نظرية نشوء الديدان التلقائي في المواد المتعفنة. - 1676: راقب أنتون فان ليفنهوك الحيوانات الأحادية الخلية وأطلق عليها اسم (روتيفيرا). - 1677: درس أنتون فان ليفنهوك السبيرماتوزوا. - 1683: درس أنتون فان ليفنهوك البكتيريا. - 1765: دحض لازارو سبالانزاني عدة نظريات حول النشوء التلقائي للخلايا الحية. - 1771: اكتشف جوزيف برايستلي تحول ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين في النبات. - 1798: ناقش توماس مالتوس النمو السكاني للبشر والإنتاج الغذائي في "مقال حول المبادئ السكانية".

1800-1899 - 1801: شرع جان-بابتيست لامارك في دراسة معمقة لتصنيفات أنواع اللافقاريات. - 1802: قُدم مصطلح "علم الأحياء" بشكل مستقل في صيغته الحديثة من قبل غودفري راينهولد ترفيرانوس ولامارك, وابتكر كارل فريدريتش بروداك هذه الكلمة عام 1800. - 1809: قدم لامارك ميراث المميزات المُكتسبة لنظرية التطور. - 1817: قام بيير-جوزيف بيلتيير وجوزيف-باينايم كافينتو بعزل الكلوروفيل. - 1820: وضع كريستيان فريدريك ناس القانون الذي حمل اسمه والذي يقول أن الهيموفيليا التي توجد عند الذكور فقط تنتقل بواسطة إناث غير مصابة بالمرض. - 1828: اكتشف كارل فون باير بيوضاً عند الثدييات. - 1828: قام فريدريك وولر بتركيب حمض اليوريا وهو أول مركب عضوي يتم تصنيعه من مواد أولية لاعضوية. - 1836: اكتشف ثيودور شوان إنزيم البيبسين من مستخلصات جدار المعدة, وهي أول محاولة لعزل الإنزيمات الحيوانية. - 1837: بين ثيودور شوان أن تسخين الهواء يحول دون تعفنه. - 1838: اكتشف ماتهياس شلايدن أن جميع الأنسجة النباتية الحية مؤلفة من خلايا. - 1856: وضع لويس باستور القاعدة التي تقول أن الكائنات الحية المجهرية تنتج الإختمار. - 1858: قدم كل من تشارلز داروين وألفريد والاس الإنتقاء الطبيعي بشكل مستقل, واستعمل داريم مصطلح "التطور" في طبعات لاحقة من كتبه الذي وضعه هيربرت سبنسر قبل عام 1852. - 1858: ذكر رودلف فيرشو أن الخلايا يمكن أن تنشأ من خلايا سابقة فقط. - 1862: دحض لويس باستور وعلى نحو مقنع النشوء التلقائي للخلايا الحية. - 1865: أدرك فريدريك أوغست سترادونتز أن البنزين مركب من ذرات الكربون والهيدروجين على هيئة حلقة سداسية. - 1869: اكتشف فريدريك مايتشر الأحماض النووية في نوى الخلية. - 1874: طور جاكوبس فانتهوف وجوزيف أكيلي لابيل عرضاً ثلاثي الأبعاد للجزيئات العضوية وقدما ذرات الكربون الرباعية السطوح. - 1876: بين أوسكار هيرتويغ وهيرمان فول أن البيض المخصب يسيطر على النوى الذكرية والأنثوية على حد سواء. - 1884: بدأ إميل فيشر بتحليله المفصل لمكونات ومركبات المواد السكرية. - 1898: استخدم مارتينوس بايجرنيك تجارب منقاة لبيان أن الأمراض المنقولة بالتبغ يسببه شئ أصغر من البكتيريا والتي أسماها (الفيروسات).

1900-1949 - 1906: اكتشف ميكاييل سفيت تقنية العزل والتنقية لفصل المركبات العضوية. - 1907: بين آيفان بافلوف ردات الفعل المكيفة للعاب الكلاب. - 1907: قام إميل فيشر بتصنيع سلاسل حمض البيبتايد الأميني, وأظهر بذلك أن الأحماض الأمينية في البروتينات مرتبطة بمجموعة روابط أحماض أمينية. - 1911: بين توماس مورغان أن عوامل مندل مرتبة في صف على الكروموسومات. - 1926: بين جيمس سومنر أن أنزيم اليوريز عبارة عن بروتين. - 1928: اكتشف كل من أوتو دايلز وكيرت ألدر تفاعل دايلز-ألدر لتشكيل حلقات الجزيئات. - 1928: اكتشف ألكسندر فلمنغ أول مضاد حيوي: "البنسلين". - 1929: اكتشف فوبيوس ليفين سكر الديوكسيريبوز في الأحماض النووية. - 1929: أفلح كل من إدوارد دويزي وأدولف بوتينانت الإستيرون بصورة منفصلة. - 1930: بين جون هوارد نورثروب أن إنزيم البيبسين عبارة عن بروتين. - 1931: اكتشف أدولف بوتينانت الأندروستيرون. - 1932: اكتشف هانز أدولف كيربز دورة حمض اليوريا. - 1933: نجح تاديوس رايخشتاين في تركيب الفيتامين سي صناعياً وهو أول فيتامين غير طبيعي. - 1935: تمكن فيندل ستانلي من بلورة فيروسات التبغ. - 1937: توصل هانز أدولف كيربز إلى اكتشاف دورة حمض الكربوكسيليك. - 1937: وجد ثيودوسيوس دوبهانسكي روابط بين التطور والتغير الجيني في كتاب "علم الوراثة وأصل الأنواع". - 1938: تم العثور على سمكة كولاكنت على مقربة من سواحل جنوب إفريقيا. - 1940: أعلن دونالد غريفين وروبرت غالامبوس عن اكتشافهما لتحديد مواقع الأشياء في حالة الرؤية الضعيفة بالأمواج فوق الصوتية عند الخفافيش. - 1942: عرض ماكس ديلبروك وسلفادور لوريا أن مقاومة البكتيريا لعدوى الفيروسات يسببها التغير العشوائي وليس التغير التكيفي. - 1944: بين أوزوالد آفري أن الحمض النووي الريبي يحمل معه رموزاً وراثية في بكتيريا نيوموكوتشي. - 1944: قام روبرت بيرنز وودوارد وويليام فون دورينغ بتصنيع الكوينين. - 1948: بين إروين شارغاف أن عدد وحدات الغوانين في الحمض النووي الريبي يساوي عدد وحدات حامض سايتوسين الأميني, وأن عدد وحدات الأدينين يساوي عدد وحدات الثايمين.

1950-1989 - 1951: تم تصنيع الكوليسترول والكورتيزون على يد روبرت وودوارد. - 1952: استخدم ألفرد هيرشي ومارثا تشايس أجهزة التتبع الإشعاعية لتبيان أن الحمض النووي الريبي هو المادة الوراثية في الفيروسات. - 1952: أتم فريد سانغر وهانز توبي وتيد ثومبسون تحليلهم الكروماتوغرافي حول تسلسل حمض الأنسولين الأميني. - 1952: استخدمت روزالين فرانكلين إنحراف أشعة إكس لدراسة بنية الحمض النووي الريبي, وذكرت أن العمود الفقري لفوسفات السكر موجود خارجه. - 1953: عرض جايمس واتسون وفرانسيس كريك بنية لولبية ثنائية للحمض النووي الريبي. - 1953: عرف ماكس بيروتز وجون كيندرو بينة الهيموغلوبين مستخدمين دراسات انحراف أشعة إكس. - 1953: بين ستانلي ميلر أن الأحماض الأمينية يمكن تكوينها عند مرور البرق المُحاكى عبر أوعية تحتوي على الماء والميثان والأمونيا والهيدروجين. - 1955: اكتشف سيفيرو أوكوا أنزيمات بوليمرات الRNA. - 1955: اكتشف آرثر كورنبرغ أنزيمات بوليمرات الحمض النووي الريبي. - 1960: وجد خوان أورو أن المحاليل المركزة لسيانيد الأمونويم في الماء يمكن أن تنتج مركب النيوكليوتيد العضوي استناداً إلى مادة الأدينين. - 1960: قام روبرت وودوارد بتصنيع الكلوروفيل. - 1967: استخدم جون غوردين الزرع النووي لاستنساخ ضفدع, وكانت تلك أول محاولة استنساخ كائنات فقارية. - 1968: استخدم فريد سانغر الفسفور المشع كوسيلة تعقب لحل شفرة مكونة من 120 تسلسلاً للRNA بطريقة كروموتوغرافية. - 1970: اكتشف هاملتون سميث ودانييل ناثانز أنزيمات تقييد الحمض النووي الريبي. - 1970: توصل كل من هوارد تيمين ودايفيد بالتيمور بشكل مستقل لاكتشاف أنزيمات ترانزكريبتيز المعكوسة. - 1972: نجح روبرت وودوارد في تركيب فيتامين B-12 صناعياً. - 1972: قدم ستيفن جاي غاولد ونيكلسون آثار الموازنة المرمزة في عملية التطور. - 1972: طور سينغر ونيكلسون نموذج الموائع الذي يدخل في تكوين أغشية جميع الخلايا. - 1974: بين مانفريد إيغين ومانفريد سامبر أن خليط النيوكليوتيد والRNA ترفع من جزيئات الحمض النووي الريبي والتي تقوم بدورها بالتضاعف والتغير والدوران. - 1974: أوضح ليزلي أورغل أن RNA بمقدوره التضاعف بدون مضاعفات ال RNA وأن الخارصين يساعد على هذا التضاعف. - 1977: اكتشف جون كورليس وجاك دايموند ولويس غوردون وجون إدموند وريتشارد فون هيرزين وروبرت بالارد وكينيث غرين ودايفيد ويليامز وأرنولد باينبريدج وكايثي كراين وتيرد فان أندل نوعاً جديداً من الحيوانات البرمائية في جزر غالاباغوس. - 1977: قدم والتر غيلبرت وآلان ماكسيم تقنية تسلسل جينية سريعة تعتمد على الإستنساخ والمواد الكيميائية المدمرة للقواعد والهلام المتنقل بالكهرباء. - 1977: أعلن فريدريك سانغر وآلان كولسون عن تقنية تسلسل جينية سريعة تستعمل الديديوكسينيوكليوتايدات والهلام المتنقل بالكهرباء. - 1978: قدم فريدريك سانغر التسلسل 5386 للفيروس PhiX174 وهو أول تسلسل مورث كامل. - 1982: تم تقديم مبادئ بروتين البريون من قبل ستانلي بروزنر. - 1983: ابتكر كاري موليس تفاعل البوليمرات التسلسلي. - 1984: استنبط أليك جيفريز منهج البصمة الوراثية. - 1985: اكتشف كل من هاري كروتو وجون هيث وأوبراين وكورل وريتشارد سمولي الثبات غير الطبيعي لجزيئات المركبات المتعددة الكربون وبنيتها. - 1986: قام ألكسندر كليبانوف بتوضيح أن الأنزيمات يمكن أن تؤدي وظائفها في بيئة لامائية.

1990-الوقت الحالي - 1990: اكتشف ولفغانغ كراتشمير ولويل لامب وكونستانتينوس فوستربولوس ودونالد هوفمان أنه يمكن فصل المركبات المتعددة الكربون عن السخام الحامض بسبب قابليته للذوبان في البنزين. - 1996: ظهرت "النعجة دوللي" على الملأ وهي أول كائن ثديي بالغ مُستنسخ. - 2001: تم نشر المسودات الأولية للموررث البشري المكتمل. - 2003: اكتشاف أول فيروس متأتي من "الخدوش".

بعض مقاطع الفييديو عن الافتراس

  


















الثديات




الثدييات ( اللبونات ) حيوانات ذات دم حار وعظام فقرية يتغذى صغارها من حليب أمها ، وينبت لها شعر أو فرو ويولد الصغار عادة أحياء. والبلاتينوس أو منقار البط والنضناض أو قنفذ النمل هما الثدييان الوحيدان اللذان يضعان بيوضا وكلاهما يعيش في أوستراليا وهي موطن معظم الثدييات الجرابية مع أنه توجد بعض الجرابيات المنتشرة في أميركا الجنوبية. هاتان المجموعتان الأكثر بدائية بين الثدييات حل محلهما الثدييات المشيمية المنتشرة في كل بقاع العالم . فالجنين يتغذى وهو داخل جسم أمه بواسطة الدم الذي يمر عبر مصفاة هي المشيمة لذلك تولد الصغار في عمر أكثر تطورا مما هو في الأنواع الأخرى من الثدييات. والثدييات تتراوح في الحجم بين (الزبابه) وهو نوع يشبه الفأر الصغير إلى الحوت الأزرق الضخم وتختلف الطرق المعيشية للأجناس بإختلاف أنواعها فهي تعيش فوق الأرض وتحت الأرض في الشجر وفي الماء وفي الهواء . وعندما يتعلق الموضوع بالبحث عن الطعام يصبح من المهم جدا أن يكون الحيوان مكيفا على طريقة معيشية خاصة والفروق الأساسية تظهر عادة في الأطراف وفي الأسنان وفي بعض الثدييات تكون السيقان مناسبة أكثر ما يمكن للركض وفي البعض الآخر للقفز وفي سواها للحفر او التسلق او السباحة أو الطيران. وتستعمل الأسنان للقضم أو للمضغ أو لتمزيق اللحم ويظهر من نوع أسنان الثدييات ما إذا كانت آكلة لحوم أو نباتات على العموم ولأن الثدييات ذات دم حار ومكسوة بالشعر أو الفراء فبإستطاعتها أن تعيش في البلدان الباردة كما تعيش في البلدان الحارة ولكي تتفادى التجمد أو الحرارة الزائدة فإن تصرفها مختلف . فهي كثيرة النشاط والحركة في الأصقاع القطبية لأن الحركة تزيد في حرارة الجسم كما أن للحيوانات القطبية فراء أكسف أما من ناحية أخرى في المناطق الإستوائية مثلا فالثدييات الضخمة أمثال الفيل وفرس النهر فلها أجسام عارية من الشعر لكي تفقد الحرارة أسرع وبعض الثدييات تخفف من حرارة جسمها بإفراز العرق كما يفعل البشر والكلاب تمد لسانها وتلهث.



إختيار الطعام :

الثدييات قد تكون آكلة لحوم وآكلة أعشاب أو الإثنين معا . وهناك أنواع (( كناسة )) أي تقتات بالجيف والحيوانات الميتة إلا أنه بإستثناء بعض الأنواع التي تأكل طعاما خاصا مثل دب كوالا الإسترالي والدب الكسلان اللذان يأكلان نوعا معينا من أوراق الشجر فقط فإن معظم الثدييات تقتات بما تستطيع العثور عليه إذا إحتاجت إلى ذلك . والقنال الهضمي في العواشب يكون عادة أطول بكثير مما هو في اللواحم بما أن الطعام النباتي أعسر على الهضم ولبعض الثدييات معدة ذات أقسام متعددة تحلل الغذاء بسهولة أكبر .



أنواع الثدييات :

أكثر أنواع الثدييات عددا هي القواضم ذوات الأسنان القواطع المعقوفة أو الأزميلية الشكل وهي لا أنياب لها فالسنجاب والجرذ والفار والقنفذ جميعها من القواضم. والأرانب رغم انها تقضم طعامها أيضا إلا أنها تنتسب إلى مجموعة أخرى من الثدييات ولها زوج إضافي من القواضم في الفك الأعلى وأذنان طويلتان ورجلان خلفيتان طويلتان. وآكلات اللحوم تشمل الكلب والقط وأبن عرس والضبع والنمس والدب والراكون والباندا ومعظمها لا تأكل إلا اللحم ولكن بعضها مثل الدب والغرير تأكل كل ما تجده والباندا لا يأكل إلا النباتات خصوصا أغصان البامبو. وبعض الثدييات مثل الفقمة والفظ وخروف البحر ذات جسم مختص للسباحة وكذلك الحوت وعائلته وقريبه الصغير الدلفين فهي كذلك أكثر مهارة في السباحة وليس بإستطاعة الحيتان العيش خارج الماء . والثدييات بلا أسنان مثل آكل النمل والدب الكسلان والمدرع فلا توجد إلا في أميركا الجنوبية وتقتات على الحشرات والديدان . ويوجد نوعان من ذوات الأظلاف نوع ذو عدد مفرد من أصابع القدم مثل الحصان وحمار الزرد ووحيد القرن والنوع الثاني ذو أصابع قدم مزدوجة ويشمل أنواع الغزال والخنزير وفرس الماء والمواشي المختلفة من بقر وخراف وماعز كذلك الجمل والزرافة وبعض ذوات الأظلاف حيوانات مجترة. وتعيش ذوات الأظلاف بقطعان كبيرة وهي تأكل العشب ولها أضراس متينة للمضغ وأنيابها صغيرة أو غير موجودة. والخفاش من الثدييات ويبز الطيور في مقدرته على الطيران واطرافه الأمامية لها أصابع طويلة تشكل هيكلا للجناحين وتطير الخفافيش في الليل وتصطاد الحشرات.



الرئيسيات :

والمجموعة الأخيرة من الثدييات هي الرئيسيات وتتألف من الليمور أو الهبار وطفل الغابة والقرد والسعدان والإنسان وجميع هذه لها أيدي تمسك وتقبض لكي تتسلق ومع أن بعضها لا يقتات إلا بالعشب والنبات فغيرها يأكل طعاما منوعا وأسنان الرئيسيات أقل إختصاصا من أسنان سائر الثدييات.





أحاديات المسلك

أربعة أمور تجمع بين كل الثدييات : الدم الحار ، الشعر (أو الصوف أو الفرو) على جسمها ، وصغارها تولد حية ، ورابعا وأخيرا جميعها تتغذى بحليب الأم . لذلك كان إكتشاف حيوان ينبت له شعر لكنه يبيض مثل الطير مفاجأة مدهشة ووجد هذا الحيوان في أستراليا .



البلاتيبوس أو منقار البط :

أول نموذج منها أرسل إلى انكلترا سنة 1798بعد أن أمسكوا به قرب أحد الأنهار في أستراليا الشرقية ولما فحصه العلماء لاحظوا وجود فرو على جسمه مثل ثعلب الماء ومنقار مثل البط وذنب مثل القندس وكان منظره من الغرابة بحيث ظن الكثيرون أن في الأمر حيلة، أو مزاحا. فقد ظهر المنقار كأن أحدا خاط منقار بطة ضخمة على حسم لبونة. وتبين من الفحص الدقيق لجسم الحيوان أن له مخرجا خلفيا واحدا مثلما هو الحال لدى الطيور والزحافات بعد أن أمسكوا ببعض الحيوانات الإضافية من هذا النوع وجدوا أن حرارة جسمها حوالي 25 درجة مئوية أي أدنى بكثير من الثدييات الأخرى ووجدت بيضة طرية القشرة في أحد هذه الحيوانات . هذا الخليط العجيب بين المواصفات الثدية والزحافية تأكد تماما عندما وجدت أنثى من الحيوان مختبئة في جحرها ترضع صغيرها من حليبها فأطلق عليها اسم بلاتيبوس أو منقار البط ويعتقد العديد من العلماء أن هذا الحيوان هو الحلقة في سلسلة التطور بين الزحافات الأولى والثدييات المعاصرة.



كيف يعيش منقار البط :

يعيش البلاتيبوس على شواطيء البحيرات والأنهار في المناطق الشرقية من أستراليا وفي جزيرة تسمانيا ولهذا الحيوان طرق معيشية فريدة ففي الضحى وعند الغسق وفي الأيام الغائمة ينزل في الماء باحثا عن غذائه مثل القريدس أو ديدان الماء وتحت الماء تغطي عينيه وأذنيه طيات من الجلد ويدفع نفسه في الماء بيديه الأماميتين بينما رجلاه وذنبه تعمل بمثابة دفة والرجلان عريضتان مفلطحتان لها غطاء جلدي تساعده كثيرا في السباحة ويمكن هذا الغطاء أن ينحسر لتظهر البراثن فيستعملها للحفر. والمنقار العريض لحمي شديد الحساسية يستطيع أن يستشعر وجود حيوانات مائية صغيرة كالبزاق والقشريات والسمك الصغير والضفادع كذلك الديدان.



تربية الصغار :

يحفر منقار البط جحره في ضفة نهر وقد يبلغ طول النفق عشرة أمتار ويعيش الزوجان معا بعد التزاوج في فصل الخريف تترك الأم الجحر وتحفر لنفسها نفقا خاصا في آخره غرفة بيضاوية الشكل تضع فيها بيضتين أو ثلاث وتفقس البيوض بعد عشرة أيام . وتلحس الصغار نفط الحليب التي تنز من غدد الحليب على بطن الأم لأن لا حلمات لها وفي كل مرة تخرج الأم للبحث عن طعام تسد مدخل النفق بالتراب كي لا يصل الأعداء على صغارها وليظل دافئا ويغادر الصغار (( العش)) بعد حوالي أربعة أشهر. وتتزاوج الأنثى وتخصب مرة أخرى بعد ولادة صغارها إلا أن البيوض لا تبدأ بالنمو إلا بعد أن ينتهي موسم إرضاع صغارها. وبسبب الفتحة الوحيدة في مؤخرة منقار البط تدعى هذه الحيوانات (( أحادية المسلك)) وهي أكثر الثدييات بداءة ومنقار البط هو الحيوان اللبون الوحيد ذو السلاح السام . فللذكر برثن حاد على طرف كل من رجليه الخلفيتين قد يسبب جرحا أليما جدا. ومنقار البط نادر الوجود وهو من الحيوانات المحمية التي يمنع اصطيادها منعا باتا وأحد الأخطار التي قد تتعرض لها هذه الحيوانات هو أن تقع خطأ في شباك الصيادين فتموت غرقا.



آكل النمل الشائك :

والنوع الآخر الوحيد من (( أحادية المسلك)) الذي مازال موجودا في هذه الأيام هو آكل النمل الشائك ويوجد منه خمسة أنواع موزعة بين أستراليا وغينيا الجديدة والأنواع الخمسة متشابهة مثل القنفذ تقريبا وأجزاء جسمها العالية مكسوة بأشواك طويلة حادة. وتفضل هذه الحيوانات الأماكن الحرجية حيث تكثر النباتات الأرضية وهي مثل القنافذ تتجول في الليل بحثا عن حشرات أو مخلوقات صغيرة معتمدة على حاسة الشم لأن نظرها ليس قويا وهي تستخدم أطرافها الأمامية ومخالبها لتحفر التراب ثم تقبض على فريستها بلسانها الطويل اللزج الموجود في طرف خطمها وطعامها مؤلف من النمل والنمل الأبيض وهي قوية إلى درجة تمكنها من حفر تلال النمل والوصول إلى العمق بسرعة كبيرة وعندما تخاف من خطر ما تتجمع بشكل كرة وتتولى الأشواك إبعاد أي عدو قد يقترب منها.



التوالد :

يضع آكل النمل الشائك بيضة واحدة في أواخر الصيف ولكنه لا يبني عشا فالبضة تنتقل إلى ((جيب)) أوجراب مؤقت مكون من طية جلدية على بطن الأم بخطمها أو بيدها وتفقس البيضة بعد عشرة أيام. ويلحس الصغير حليب أمه ويظل ضمن الجراب لمدة حوالي عشرة أسابيع وعند ذاك تكون الأشواك على جسمه قد بدأت تقسو فتتركه الأم في مكان أمين تزوره بإنتظام وتغذيه وبعدحوالي سنة يكون الصغير قد أكمل نموه وأصبح قادرا على العناية بنفسه.



العيش في الأسر :

آكل النمل الشائك يعمر طويلا حوالي 50 سنة تقريبا وهو من الحيوانات التي يسهل وضعها في حدائق الحيوان فتعيش سعيدة وبالمقابل فإن منقار البط لا يحب الأسر ويموت عادة غير أن أحد علماء الطبية الأستراليين نجح في توليده فقد بنى نفقا طويلا وعشا متصلا بحوض للسباحة وتزاوج إثنان من منقار البط ووضعت الأنثى صغيرين مات أحدهما أما الآخر فقد عاش وكبر وأكمل نموه.

بعض صور التعايش في الطبيعه

التعايش 


التعايش symbiosis هو تبادل المنفعة بين كائنين. تتنوع أنماط التعايش
بتنوع الكائنات الحية فهنالك التعايش بين الجراثيم والنبات، والتعايش بين
نبات ونبات، كالتعايش بين الطحالب والفطريات كما في الأشن[ر]، والتعايش بين
الحيوان والنبات، والتعايش بين الحيوان والحيوان، والتعايش بين الجراثيم
والحيوان.

التعايش بين الجراثيم والنبات

تعد نباتات الفصيلة القرنية من أبرز أمثلة التعايش بين الجراثيم والنبات.
فقد دلت الدراسات التجريبية على تعايش أكثر من 90٪ من أنواع الفصيلة
القرنية المدروسة مع الجراثيم المثبتة للآزوت الهوائي، ويشمل هذا الرقم 200
نبات زراعي. يتمثل هذا النمط من التعايش بتكوين عقيدات جذرية غنية
بالجراثيم المسماة ريزوبيوم ليغومينوزارم Rhzobium leguminosarum المتعايشة
مع جذور الفول والحمص والعدس. تأخذ العقيدات الجذرية أشكالا مختلفة: منها
الضخم الكبير المتكون على الجذر الرئيس كما في الترمس، ومنها الصغير
المستدير كما في الحمص، وثالث أشكال العقيدات الجذرية المتطاول كما في
النفل، ورابعها المشطور والمتكون غالباً على الجذور الثانوية كما في الفول.
تبدو الجراثيم المثبتة للآزوت في المقاطع العرضية للعقيدات الجذرية آخذة
شكل X أوY ومشبعة بأصبغة حمراء تدعى ليغيموغلوبين leghemoglobine. كما توجد
في العقيدات نسج وعائية تصل العقيدات بالحزم الوعائية اللحائية الجذرية.
وتنشط بجوار الجذور الفتية السليمة ذؤابة من الجراثيم عصوية الشكل تتهيأ
لدخول الجذور بالقرب من الأوبار الماصة التي تعدل في أشكالها متحولة إلى
منحنية وملتوية مكونة «حبلاً جرثومياً» يؤمن الإصابة الجذرية وإيصالها إلى
النسج الداخلية حتى تدرك المحيط الدائر في بعض الحالات وتاخذ الجراثيم
عندئذ شكل X أو Y في الخلايا المضيفة المتضخمة. وهكذا تتكون العقيدات كما
يبدو وفق آلية كيميائية منشطة أوكسينية[ر].

تعد أنواع جراثيم الريزوبيوم بالغة التخصص للعلاقة الحميمة بين نوع
الريزوبيوم ومضيفه: وهكذا فالريزوبيوم الفاصولي Rhizobium phaseoli يتعايش
مع الفصولياء، والريزوبيوم الترمسي Rhizobium lupini يتعايش مع الترمس وهلم
جرا. تصبح الجراثيم قادرة على تثبيت الآزوت الجوي وتحويله إلى مركبات
نشادرية أمونياكية، تتحول إلى مركبات أمينية في سيتوبلاسم النبات المضيف،
عندما يتم الاتصال بين العقيدة وأوعية المضيف. وتنتقل الحموض الأمينية في
النبات الذي يحقق لذاته مورداً من الآزوت الجوي. ولكن جراثيم الريزوبيوم لا
تسطيع إنجار هذه العملية إلاّ إذا قدم لها النبات المضيف البقولي السكريات
المناسبة التي تتكون في الأجزاء الخضراء في الفصيلة الفولية. وهكذا يقدم
النبات الأخضر السكريات إلى الجراثيم مؤمناً لها التغذية الكربونية
السكرية، ويقدم الريزوبيوم العديم اليخضور الآزوت الجوي بشكل نشادري
وأميني وبروتيني موفراً للنبات البقولي التغذية الذاتية الآزوتية
البروتينية. وتمثل هذه المبادلات الغذائية التعايش في أشكاله الحقيقية.
فباستطاعة النبات الأخضر، من ناحية أولى، الحياة وحيداً مستغنياً عن
الريزوبيوم في نمو بطيء مكتفياً بأملاح النترات الموجودة في التربة. كما
باستطاعة الريزوبيوم، من ناحية أخرى، الاستمرار بالحياة في التربة ولكنه
يبقى عاجزاً عن تثبيت الآزوت الحر الجوي. إنها المبادلات النفعية
الحقيقية!! فمن دون التعايش يضعف الفريقان، وبالتعايش تدب القوة في
الفريقين.

يخضع تثبيت الجراثيم الريزبيومية إلى عدد من الشروط أبرزها: تأمين الموارد
السكرية، وخلو التربة من النترات ومن إيونات أو شوارد الأمونياك فالأسمدة
الآزوتية للفصيلة الفولية تعد أضرارها أكثر من منافعها، وعدم زيادة
الأكسجين التي توصد عمل بعض الوظائف الأنزيمية، فالليغيموغلوبين، (القريب
جداً من الهيموغلوبين الدموي، شديد الارتباط بالأكسجين لقيامه بدور ناقل
لإلكترونات الأكسدة الإرجاعية المرتبطة باصطناع المركبات الآزوتية) لا
يتكون إلا باجتماع المتعايشينن متكدساً في سيتوبلاسما خلايا المضيف. يشيخ
الليغيموغلوبين في الخريف في النباتات الحولية، وتتلون العقيدات باللون
الأخضر محولة الليغيموغلوبين إلى صبغ أخضر تفقد معه العقيدات فعالياتها.

تعد نباتات الفصيلة الفولية بحق من النباتات المحسنة للتربة لأنها تثبت من
50-300كغ من النترات في العام في الهكتار الواحد المزروع بأنواع من الفصيلة
الفولية. إضافة إلى جذور النبات المضيف، الباقية في التربة التي ترفع نسبة
المواد العضوية المفيدة في تنشيط الزراعات اللاحقة الشرهة للمركبات
الآزوتية. كما أن زراعة النباتات النجيلية مع نباتات الفصيلة الفولية تحسن
مردود النبات النجيلي. ولقد دلّ استعمال الآزوت الموسوم على تغذية النبات
النجيلي بجزيئات أمونياكية وحموض أسبرتكية aspartic وغلوتامية glutamic
حديثة التكوين. ترتد نظم التغذية هذه على زيادة المحصول بين 25-50 ٪. إن
زراعة النفل والفصفصاء في عام 1960 قد زوددت التربة الفرنسية بنحو 250000
طن من الآزوت, في حين قدر الإنتاج الفرنسي للأسمدة الآزوتية في ذلك العام
بـ 550000 طن. وعلى برامج الاستصلاح في الوطن العربي وفي الأراضي القاحلة
أن تأخذ هذه الظاهرة في الحسبان.

من الحالات المماثلة لهذه الأنماط من التعايش يطرح تعايش النغث Alnus من
الفصيلة البتولية Betulaceae المزودة جذورها بعقيدات جذرية تنمو وتتخشب
وتتجاوز عشر سنتيمترات متعايشة مع جرثوم من رتبة القطريات الشعاعية
Actinomyces alni، وتجري المبادلات الغازية عبر أنماط من العديسات. يقدر
مردود هذا النمط من التعايش قرابة 500 كغ للهكتار في السنة، ويتضح بزيادة
نمو الأشجار المجاورة للنغث كالصنوبر على سبيل المثال. يضاف إلى ذلك
استفادة التربة من تفكك الموا د العضوية الموجودة في الأوراق الساقطة.
وهكذ1 يعد النغث من النباتات الرائدة القادرة على استعمار الأراضي الفقيرة
بالآزوت كما هي الحالة في المنحدرات الحجرية الجردية. ومن النباتات المفيدة
في تثبيت الكثبان الرملية وزيادة الآزوت في التربة الرملية: اليبوف
المعيني Hippophoe rhamnoides واليغنوس النغص الورق Elaeagnus angustifolia
واليغنوس الشبردة Elaeagnus sheperdia من الفصيلة اليغنوسية Elaeagnaceae
والسيانوتوس Coeanothus من الفصيلة الرمناسية Rhamnaceae والكزورينا
Casuarina. ويجري تثبيت الآزوت في المناطق المدارية الرطبة بوساطة عقيدات
ورقية في بعض أنواع الفصيلة الفوية Rubiaceae.

التعايش بين نباتين يخضوريين

يتمثل التعايش بين نباتين يخضوريين بتعايش الطحالب الزرقاء المثبتة
للنتروجين مع عدد من النباتات اليخضورية، فالكبدية Peleia تتعايش مع
النوستوك، والأزولة Azolla تتعايش مع الأنابينا الأزولية Anaboena azolae،
وعريانات البذور والسيكاس تتعايش مع الأنابينا السيكاسية A.cycadae،
ومغلفات البذور تتعايش مع النوستوك كما في أنواع الفصيلة الآسية.

وتعد الأشن[ر] من أبرز أمثلة التعايش بين نباتين أحدهما فطري عديم اليخضور،
وثانيهما طحلبي يخضوري، وهكذا يتعذر على أحد الشريكين الحياة وحده حياة
حرة طبيعية.

التعايش بين الحيوان والنبات

يتمثل التعايش بين الحيوان والنبات في عدد من الأنواع الحيوانية المائية
أمثال وحيدات الخلايا الحيوانية والاسفنجيات ومعائيات الجوف التي تضم بين
مكوناتها متضمنات نباتية خضراء أو صفراء أوبنية تصنف مع الطحالب من زمرتي
الطحالب الصفراء الحيوانية والطحالب الخضراء الحيوانية التي تتوضع في
السيتوبلاسما مكونة أحد المتضمنات الخلوية الأساسية. ويمكن فصل الحيوان عن
النبات المتعايش معه بوضعه في محلول من أملاح معدنية خاصة، في الظلمة
والبرودة، حيث يصاب الحيوان بالشحوب، ويتطلب التخلص من الطحالب المتعايشة
مع بعض الحيوانات زمناً طويلاً، وتستطيع هذه الوحيدات الخلايا الحيوانية أن
تستقبل بسرعة الإصابة بالطحلب المطلوب باسقباله السريع في الفجوات الهاضمة
التي تعجز عصاراتها الهضمية أن تمسه بأذى، وهكذا تعبر الكلوريلاّ بيسر إلى
السيتوبلاسما مستعملة CO2 الذي ينتجه الحيوان المستفيد من الأكسجين
والنشاء والفيتامينات الناتجة عن عمليات التركيب اليخضوري.

من الهدريات ما تتعايش مع طحالب الكلوريلا. وبعض أنواع الديدان من زمرة
المهتزات البحرية من جنس اللفافي Convoluta تتعايش مع الطحالب السوطية.
وبعض وحيدات الخلايا الحيوانية والمرجانية والرخويات مزودة بطحالب يصفورية
حيوانية نامية على الفضلات الآزوتية.

ويعد بعض الكتاب طرائق التأبير[ر] الحشري لبعض النباتات المغلفات البذور
نموذجاً من التعايش؛ إذ تتغذى الحشرة بالرحيق الزهري وبالطلع الذي تنقله من
سداة إلى أخرى، ومن ميسم إلى آخر محققة بذلك استمرارية الحياة للأنواع
حشرية التلقيح. كماأن التخصصية بالغة الدقة بين الحشرة ومضيفها النباتي إلى
حد وجود نماذج من التكيف الضيق بين النبات والحشرات التي يستضيفها:
فالمريمية Salvia تزود بدواسة تقلب المحتوى المئبري فوق ظهر الحشرة. و زهرة
السحلب تشبه أنثى الحشرة التي تجذب الذكور. وتزور زهرة نبات الفيكتوريا
الملكية Victoria regia التي تتفتح ليلاً حشرة من غمديات الأجنحة تطبق
الزهرة عليها في النهار وتحررها في المساء محملة بطلع الزهرة لتنقله إلى
زهرة أخرى. وهنالك نوع آخر من التأبير بوساطة العصافير والخفافيش والحلزون.
وترتاد زهرة اليوكا Yucca حشرة تضع يرقاتها في لزهرة محققة التأبير
المختلط. وفي التين تقوم بالتأبير حشرة البلاستوفاغة Blastophaga من نصفيات
الأجنحة من زمرة الزنابير الصغيرة.

وتعد، في بعض الأحيان، العلاقة بين النمل والنبات نموذجا من التعايش. يعيش
نموذج من النمل في جنوبي أمريكة الجنوبية في سلاميات جذع السيسروبيا
Cecropia من الفصيلة التوتية حامية النبات من اجتياح النمل الآكل للأوراق.

التعايش بين الحيوان والحيوان

ومن نماذج التعايش الحيواني تعايش السرطان الناسك وشقائق البحر Adamsia
palliata التي تفرز صفيحة غروية تحمي القوقعة التي يعيش فيها السرطان
الناسك. وتتعايش الثدييات الكبيرة في السفانة أو السوانة المدارية مع
العصافير التي تخلصها من كثير من الطفيليات التي تتغذى بها العصافير
كالقراد والحشرات التي تعيش فوق جلد البقر.

التعايش بين الحيوان والجراثيم

ومن نماذج التعايش بين الحيوان والجراثيم الحيوانات العاشبات التي تؤوي في
المعي الأعور البكتريات ملتهمات الأخشاب xylophage التي تقوم بتفكيك
المركبات السللوزية. كما أن بعض يرقات الحشرات مزودة بحجيرة هضمية مملوءة
بالجراثيم المفككة السللوز. ومن رأسيات الأرجل وأسماك الأعماق ما تتعايش مع
جراثيم الإنارة.







بعض صور التعايش
















البرمائيات

البرمائيات  

البرمائيات هي حيوانات ذوات جلدلا يحتوي على حراشف، باستثناء أنواع قليلة منها، وتجمع بين العيش في الماءوعلى اليابسة. ويوجد ما يقرب من 3,200 نوع من البرمائيات التي تُشكل إحدى رتب الفقاريات (حيوانات ذوات أعمدة فقارية). وتضم البرمائيات: الضفادع، والعلاجيم، والسمندرات، والسيسليان أو البرمائيات السحلية (أو عديمة الأرجل). تبدأ حياته بالماء تُفقس معظم البرمائيات من البيض الذي يوضع في الماء أو الأرضالرطبة. وتبدأ دورة حياتها على هيئة يرقات تعيش في الماء. ومن خلال عملية تدريجية تُعرف بالتَّشَكُّل تتحول هذه اليرقات إلى الأطوار اليافعة التي تختلف كثيراً في الشكل عن اليرقات، وتستمر بعض البرمائيات اليافعة في العيش في المياه، ولكن معظمها يقضي حياته على اليابسة، ويعود معظمها تقريبا إلى المياه للتزاوجوالتكاثر. البرمائيات بصفة عامة أصغر حجما من بقية الفقارياتالأخرى كالأسماك، والطيور، والثدييات. ولا يزيد طول معظم البرمائيات على 15 سم ووزنها على60جم. وبإمكان أصغر الضفادع فيالعالمأن تجلس على إبهام الإنسان. ويُعد السمندر الياباني العملاق من أكبر البرمائيات حيث يصل طول الحيوانالمكتمل النموّ منه إلى أكثر من 1,5م. البرمائيات من ذوات الدم البارد، وتكون حرارة جسمها ـ تقريبا ـ مساوية لحرارة البيئة التي تحيط بها. كما تدخل البرمائيات ـ التي تعيش في المناطق ذات الشتاءالقارس ـ في بيات شتوي خلال الفترات شديدة البرودة. وكثير من البرمائيات التي تعيش في المناطق الحارة الجافة، تدخل في بيات صيفي، وتصبح خاملة خلال فترات الصيف. تعيش البرمائيات في جميع قارات العالم ما عدا القارة المتجمدة الجنوبية(أنتاركتيكا). وهي تفضل العيش في البيئات الرطبة، بالقرب من المستنقعات، والبحيرات، والجداول، كما تبقى بعض الأنواع من ضفادع الأشجار فيالمناطق المداريةعلى الأشجار لا تبرحها، وتضع بيضها في مياه الأمطار التي تتجمع على قواعد أوراق الأشجار. وتعيش بعض البرمائيات في المناطق الجافة، حيث تقضي أسابيع، أو أشهرًا تحت الأرض حتى تهطل الأمطار. وبعد تكوين المستنقعات تتجمع هذه البرمائيات حولها للتزاوج ووضع البيض، ثم يفقس البيض بعد ذلك، وتنمو اليرقات بسرعة قبل جفاف تلك المستنقعات. تتغذى معظم البرمائيات على الحشرات. وتكون كثيرة العدد في بعض مناطق العالم، حيث تؤدِّي دورا كبيراً في المحافظة على توازن البيئة. وتساعد البرمائيات الإنسان لأنها تأكل يرقات الحشرات التي تُتلف المحاصيل وتنقل الأمراض. ويستخدم الناس لحوم البرمائيات غذاءً في بعض المناطق من العالم.

أنواع البرمائيات 

                      

يُصنِّف علماء الحيوان البرمائيات إلى ثلاث مجموعات: 1- الضفادع والعلاجيم 2- السلمندرات 3- البرمائيات السحلية (السيسليان).البرمائيات تقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسية 1- السيسليان 2- السلمندر 3- الضفادع والعلاجيم.
الضفادع والعلاجيم. برمائيات من ذوات الأرجل الأربع وليس لها ذيل. وأرجلها الخلفية طويلة وتُستخدم للقفز. وأرجل الضفادع عادة أطول من أرجل العلاجيم. ويوجد مايقرب من 2,700 نوع من الضفادع والعلاجيم، ويعيش معظمها في المناطق المدارية. وهناك نوعان يعيشان في أقصى شمال الدائرة القطبية، بينما توجد أنواع أخرى جنوبًا حتى ثيرا ديل فيوجو في أطراف أمريكا الجنوبية.
السلمندرات. السلمندرات من ذوات الذيول الطويلة والأرجل الأربع ـ وفي قليل من أنواعها رجلان ـ وهي أرجل قصيرة وضعيفة. ويوجد ما يقرب من 370 نوعًا من السمندرات يعيش معظمها في المناطق المعتدلة من العالم، والتي تشهد تغييرات فصلية بالنسبة للحرارة. وهذه الكائنات شائعة، وبخاصة في المناطق الحارة الرطبة في كل من أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.
البرمائيات السحلية (السيسليان).وهي عديمة الأرجل، وتشبه كثيراً ديدان الأرض كبيرة الحجم. ويوجد منها ما يقرب من 150 نوعًا تعيش كلها في المناطق المدارية فقط. ويعيش معظمها في مخابئ تحت الأرض، ويعيش بعضها في الماء. السؤال الأهم لماذا سميت بلبرمائيات وماذا يفرقها عن غيرها سميت بلبرمائيات لانها تعيش في المرحلة اليرقية في الماء وعند البلوغ تنتقل للعيش في اليابسة أو في الأماكن القريبة من الماء اي عند المستنقعات ولمعظم البرمائيات مايميزها عن غيرها بأن لها جلدا رطبا ولكن ليس الجميع فمثلا العلجوم جلده خشن وليس رطب

أجسام البرمائيات 

الجلد: لا تغطي جلود البرمائيات حراشف أو شعر أو ريش، ومعظمها ذات جلد ناعم، ولكن بعض العلاجيم لها جلود سميكة. وتُعرف الطبقة الخارجية من الجلد بالبشرة، وتقوم هذه البشرة بحماية أنسجة الحيوان الداخلية. وتسلخ البرمائيات الجزء الخارجي من بشرتها عدة مرات في السنة. وتعرف الطبقة الداخلية من الجلد بالأدمة، وهي تحتوي على عدد كبير من الأعصاب والأوعية الدموية، وبها كثير من الغدد التي لها فتحات في سطح الجلد. ينتج كثير من الغدد المخاط، وهو مادة كثيفة لزجة، تقوم بترطيب الجلد وحمايته. وتنتج غدد أخرى مواد سامة قد تضر أو تقتل العدو.

سؤال : لماذا يجب أن تعود البرمائيات للماء ؟؟ ليكون جلدها رطب لتبادل الغازات
ويُمَيِّز الكثير من الضفادع والسمندرات الجلد اللامع الملون ويرجع ذلك إلى وجود الخضاب (مادة ملونة) داخل خلايا خاصة تلي طبقة البشرة. وتمنح حركة الخضاب في خلايا بعض الأنواع القدرة على تغيير لونها، عندما يحدث ارتفاع أو انخفاض في درجة الحرارة.
التنفس: تتنفس معظم البرمائيات التي تعيش على اليابسة عن طريق الرئتين، بينما تتنفس الأطوار المكتملة النموّ ـ التي تعيش في المياه، واليرقات عن طريق الخياشيم ـ مثلما تفعل الأسماكتماما. وبالإضافة إلى ذلك تتحصل جميع البرمائيات على الأكسجين عن طريق الجلد، ومن خلال غشاء بطانة الفم والحلق. وبعض أنواع السمندرات الصغيرة الحجم لارئة لها؛ لأنها تتنفس عن طريق الجلد أو الفم.
الجهاز الهضمي: يشتمل الجهاز الهضمي في البرمائيات على الفم، والمريء (أنبوب يؤدي إلى المعدة)، والمعدة، والأمعاء. ويخلط الغذاء ويُهضم جزئيًا في المعدة، بينما يتم معظم الهضم في الأمعاء الدقيقة. وتحتوي أنسجة كل من المعدة والأمعاء الدقيقة، على غدد عديدة تفرز العصارة الهضمية التي تفتت الغذاء إلى مواد يمكن امتصاصها والاستفادة منها، من قِبَل جسم الحيوان. وتوجد غدتان كبيرتان هما، الكبد والبنكرياس تصبان العصارة الهضمية في الأمعاء الدقيقة. ويتم امتصاص الغذاء المهضوم عبر جدران الأمعاء الدقيقة، ثم تتحرك بعد ذلك بقايا الفضلات إلى الأمعاء الغليظة، ومن ثم إلى المذْرق وهو غرفة تُفتح خارج الجسم، تمر خلالها الفضلات والبيض والنطاف (خلايا الجنس الذكرية) إلى الخارج.
أعضاء الحس: لمعظم الضفادع والعلاجيم والسمندرات نظر قوي يساعدها على الإمساك بالحشرات، بينما عيون البرمائيات السحلية صغيرة، أو غير موجودة، لأن حاجتها إلى العيون قليلة، بسبب عيشها في مخابئها تحت الأرض. وتمتلك البرمائيات التي تعيش في المياه جهاز خط جانبي وهو مجموعة من الأعضاء الحسَّاسة على طول جوانب الجسم. ويساعد هذا الجهاز الحيوان على تحسّس الحركة في المياه المجاورة.
وبإمكان كل من الضفادع والعلاجيم سماع الأصوات من مسافة بعيدة، على العكس من السمندرات. وتمتلك الضفادع والعلاجيم أصواتًا متطورة جدًا وذات أهمية، وبخاصة، للنداء من أجل التزاوج، بينما لا تصدر معظم السمندرات أية أصوات.
ومعظم البرمائيات تشمّ وتتذوق بوساطة عضو جاكبسون وهو زوج من تجاويف دقيقة يوجد في سقف الفم، حيث تستجيب الأنسجة التي تبطن هذه التجاويف للتغيرات الكيميائية في الفم والأنف.

طرق الحياة 

التكاثر: تتكاثر البرمائيات عادة خلال أوقات المطر، حيث تتجمع بالليل في مجموعات كبيرة فيسهل على كل منها أن يجد شريكه. ويحدث الإخصاب، وهو التحام البيوض مع النطاف في الضفادع والعلاجيم، خارج جسم الأنثى، بينما يتم الإخصاب بداخل جسم الأنثى قبل وضع البيض في السمندرات والبرمائيات السحلية. وفي كثير من البرمائيات تضع الإناث عددًا كبيرًا من البيض مرة واحدة، حيث تنمو بداخلها، وتفقس اليرقات في العادة في المياه، أو في مكان رطب.

وبيض البرمائيات غير مغلف بقشور، ولكن تغطيه مادة هلامية شبيهة بالجلاتين. ويترك الأبوان البيض عادة دون حراسة، وإن كان بعض الضفادع والعلاجيم يحمل البيض حتى يفقس، بينما تلف البرمائيات السحلية نفسها حول بيضها. ويفقس البيض يرقات ذوات خياشيم وذيل مفلطح، وقد يكون لها أرجل أمامية صغيرة. وتُسمى يرقات الضفادع والعلاجيم أبو ذنيبة أو الرأس المتحرقص. ويستغرق تَشَكُّل هذه اليرقات حتى تصبح مكتملة النموّ مدة تتراوح بين أسبوعين وعدة أشهر، حيث تفقد هذه اليرقات خياشيمها تدريجيًا، وتنمو معها الرئتان. وتظهر في طور أبي ذنيبة الأرجل الخلفية قبل الأرجل الأمامية. كذلك تحدث تغييرات في كل من العيون، والجهاز الهضمي والأعضاء الأخرى، لتجعل الحيوان البرمائي قادرًا على الحياة على اليابسة.
الغذاء والأعداء: تتغذى معظم يرقات البرمائيات بالطحالب، ومواد نباتية أخرى، بينما تتغذى يرقات السمندر بحيوانات مائية صغيرة. وتفترس البرمائيات الحشرات، وعدة أنواع من حيوانات صغيرة أخرى، بينما تتغذى ضفادع العجل (ضفدع أمريكي كبير الحجم)، وكذلك البرمائيات الكبيرة الأخرى، على الثعابين والطيور والثدييات الصغيرة. كما تتغذى مجموعة من الضفادع في أمريكا الجنوبية ـ بصفة خاصة ـ بضفادع أخرى. وتستخدم معظم البرمائيات ألسنتها للإمساك بالفريسة.
للبرمائيات المكتملة النموّ كثير من الأعداء، ومن أهمها الثعابين والطيور والثدييات. كما تفترس بعض أنواع الأسماك والحيوانات المائية الصغيرة يرقات البرمائيات. وتستخدم البرمائيات الكثير من الوسائل لحماية نفسها. فمثلاً يصعب رؤية بعض البرمائيات لأنها تتلون بلون البيئة المحيطة بها، بينما تتجنب حيوانات السمندر والبرمائيات السحلية أعداءها عن طريق الاختباء. كذلك تلهب السموم التي تُفْرَزُ من بعض غُدد جلد الضفادع والسمندرات أفواه أعدائها المهاجمين.

تاريخ البرمائيات 

يعتقد علماء الأحافير (وهم علماء يدرسون حياة ما قبل التاريخ) أن أقدم أحافير البرمائيات يعود إلى نهاية العصر الديفوني، أي قبل ما يقرب من 360 مليون سنة. ويُعتقد بأن البرمائيات، أول مجموعة من الفقاريات غادرت المياه لتعيش على اليابسة. وقد كانت البرمائيات من أكثر الفقاريات أهمية على اليابسة خلال العصر الكربوني الذي استمر ما يقرب من 360 إلى 290 مليون سنة مضت، حيث فاق عدد أنواع البرمائيات التي كانت موجودة آنذاك، عدد أنواع البرمائيات الموجودة اليوم.

لم تظهر المجموعات التي تنتمي لها البرمائيات الحديثة إلا خلال حُقب الحياة المتوسطة التي استمرت ما يقرب من 225 - 65 مليون سنة مضت، حيث انقرضت معظم البرمائيات الأخرى، ولم يتمكن العلماء من معرفة جميع الأسباب التي كانت وراء ذلك، وإن كان يُعتقد أن من أسباب انحسار عدد البرمائيات، الجفاف الذي أدى إلى اختفاء كثير من المستنقعات والبحيرات التي تحتاجها البرمائيات، إضافة إلى سيادة الزواحف التي ظهرت خلال العصر البنسلفاني وأصبحت ذات أهمية، حيث لا تعتمد كثيرًا على الماء، ولبيضها قشور صلبة لا تجف على اليابسة. وهناك احتمال بأن تكون هذه الزواحف قد نافست البرمائيات في غذائها، بل ربما كانت تتغذى على البرمائيات نفسها.
وفي الوقت الحاضر تُعدُّ أنواع البرمائيات أقل من أنواع أية طائفة أخرى من طوائف الفقاريات. وتمثل أنشطة الإنسان أكبر خطر يهدد البرمائيات، حيث تتعرض البيئات الرطبة على مستوى العالم، والتي تعيش فيها هذه الكائنات بكثرة، إلى انحسار مستمر، بسبب إنشاء الطرق والمدن واتساع المساحات الزراعية.